كتل بناء السحابة
توفر حوسبة السحابة استخدام موارد الحوسبة كخدمة عبر الشبكة. بالطبع، ليست كل مُتطلبات الخدمة مُتطابقة. قد يرغب بعض مستخدمي السحابة في الوصول فقط إلى البنية الأساسية الأولية التي يمكن إنشاء التطبيقات عليها. وقد يرغب آخرون في عدم التعامل مع البنية الأساسية على الإطلاق، بل قد يرغبون ببساطة في تطوير وتوزيع تطبيقات على النظام الأساسي - على سبيل المثال، خادم ويب - يُقدمه مُوفر الخدمة. ومع ذلك، يستخدم آخرون السحابة كوسيلة لنشر التطبيقات التي يصل إليها المستخدمون من خلال متصفح دون تثبيت أي شيء على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم - ما يسمى ب "تثبيتات بدون بصمة". كل من هذه السيناريوهات يشكل نموذج خدمة سحابة. وكما سترى، كل نموذج خدمة له اسم معروف في قاموس حوسبة السحابة.
قبل مناقشة نماذج الخدمة، لنفكر في طبقات الأجهزة والبرامج التي تشكل الأساس لتقديم الخدمات السحابية باستخدام نماذج الخدمة المختلفة.
كتل بناء السحابة
يُوضح الشكل 1.5 مُلخصًا مُفيدًا للحوسبة السحابية بتقسيمها إلى أربع طبقات: برامج التطبيقات، ومنصات التطوير، ومشاركة الموارد، والبنية الأساسية. تتضمن طبقة البنية الأساسية الموارد المادية في مركز البيانات. بينما تستخدم طبقة تقاسم الموارد مجموعة من الأجهزة والبرامج لتسهيل تقاسم الموارد المادية مع توفير مستوى معين من العزلة. تُوفر طبقة منصات التطوير الدعم الوظيفي لتطبيقات السحابة. وأخيرًا، طبقة برامج التطبيقات تستضيف التطبيقات نفسها.
الشكل 1.5: كتل بناء حوسبة السحابة.
يمكن تحديد الطبقات الأربع على هذا النحو:
برنامج التطبيق: الطبقة العليا في المكدس هي برنامج التطبيق، والذي يكون عادة مكوّن النظام الذي يستخدمه المستخدم النهائي.
منصات التطوير: الطبقة التالية هي منصات التطوير والتي تسمح لمُطوري التطبيقات بكتابة برنامج التطبيق باستخدام واجهة برمجة التطبيقات في السحابة. توفر كل منصة سحابية واجهات برمجة تطبيقات قابلة للاستدعاء يمكن للمطورين استخدامها للوصول إلى التخزين السحابي ومصادقة المستخدمين وتنفيذ المهام الضرورية الأخرى.
مشاركة الموارد: الطبقة الثالثة هي آليات تشارك الموارد والتي تُجسد بعض الأفكار السحابية الرئيسية:
- توفير خدمات البرامج والحوسبة والشبكة والتخزين.
- السماح ببيئة مشتركة حيث يمكن تشغيل العديد من صور الأجهزة (مثل الأجهزة الظاهرية) وصور النظام (مثل أنظمة التشغيل) جنبًا إلى جنب على خادم واحدة مع عزل الأمان والموارد والفشل.
- تدمج الخوادم الفعلية في الخوادم الظاهرية التي تعمل على خوادم فعلية أقل.
- تقديم خفة الحركة والمرونة للاستجابة السريعة لطلبات المستخدمين من الموارد والخدمات.
عادة ما تُسلم هذه الأفكار من خلال المحاكاة الافتراضية، والتي تعتمد على مزيج من برمجيات الحاسوب والبرامج الثابتة لإنشاء أجهزة ظاهرية تعمل كما لو كانت أجهزة مادية مستقلة، حتى في الحالات التي يتم فيها استضافة العديد من الأجهزة الظاهرية على خادم مادي واحد.
البنية الأساسية:تُؤلف الموارد المادية الطبقة السفلية، وفي حوسبة السحابة، يتم توزيعها في المقام الأول على جانب مُوفر خدمة السحابة. تتضمن فئات الموارد العامة ما يلي:
- موارد الحوسبة، عادةً الخوادم، وهي أجهزة كمبيوتر مُصممة للحوسبة المؤسسية (على عكس محطات عمل المستخدم). وعادة ما تكون مرتبة على رفوف من أجل الاستفادة من المساحة بكفاءة.
- تحافظ موارد التخزين على بيانات السحابة، وعادةً ما يتم فرض رسوم على استخدام هذه الموارد من حيث الحجم - على سبيل المثال، الشحن لكل غيغابايت أو تيرابايت من التخزين المُستهلك.
- موارد الشبكة التي تُمكن الاتصال بين الخوادم وكذلك بين الخوادم والعملاء.
- البرامج التي تدير البنية الأساسية للحوسبة والشبكة والتخزين.
لنناقش تاليًا نماذج خدمة السحابة الشائعة وكيف تُسهل التجريدات المُصورة أعلاه تسليمها.
نماذج خدمة السحابة
تندرج الخدمات التي يقدمها مُوفرو خدمة السحابة في ثلاث فئات تُعرف باسم نماذج الخدمة:
- IaaS هو اختصار لخدمة تأجير البنية التحتية
- PaaS هو اختصار للنظام الأساسي كخدمة
- SaaS، هو اختصار خدمة تأجير البرامج
يوضح الشكل 1-6 الاختلافات. في بيئة الحوسبة التقليدية (غير السحابية)، أنت تملك الأجهزة والبرامج، كما أنك مسؤول عن توزيعها وصيانتها. إذا احتاج خادم إلى ذاكرة وصول عشوائي أكثر، فأنت مسؤول عن تثبيته؛ إذا تطلب نظام التشغيل تحديثًا جزئيًا فأنت مسؤول عن ذلك أيضًا. بالمقابل، مع خدمة تأجير البنية التحتية، يُقدم مُوفر خدمة السحابة معدات حاسوبية افتراضية في شكل أجهزة ظاهرية. ويمكنك إنشاء جهاز ظاهري كامل مع نظام التشغيل ببعض الأوامر أو بنقرة زر. أنت مسؤول عن الحفاظ على تصحيح نظام التشغيل، وتثبيت وصيانة أي برنامج يعمل في الجهاز الظاهري. ولكنك لم تعد مسؤولًا عن صيانة الأجهزة.
الشكل 1-6: نماذج خدمة السحابة.
بينما النظام الأساسي كخدمة يتجاوز ذلك ويُوفر منصة لتطوير وتشغيل التطبيقات التي تقوم بتثبيتها وصيانتها. ومن الجدير بالذكر أن مُوفر خدمة السحابة يتحمل مسؤولية الحفاظ على المنصة نفسها. Azure App Service هو أحد الأمثلة الرائعة على خدمة سحابة النظام الأساسي كخدمة، إذ يُوفر جهازًا ظاهريًا أو عِدة أجهزة مُزودة بنظام تشغيل (Windows أو Linux)، وخادم ويب مثل خدمات معلومات الإنترنت (IIS)، ويكدس وقت التشغيل مثل Node.js أو PHP أو ASP.NET Core لاستضافة مواقع الويب وتطبيقات الويب. كما يُوفر تحجيم تلقائي وموازنة التحميل المُدمجة. باختصار، يوفر منصة كاملة لاستضافة تطبيقات الويب ويسمح لك بالتركيز على كتابة التطبيقات بدلًا من تثبيت الأجهزة والبرامج وصيانتها.
توفر خدمة تأجير البرامج منصة مدارة بالكامل لإنجاز مهام محددة. تطبيقات البريد الإلكتروني هي أمثلة على خدمة تأجير البرامج، إذ يُمكنك الاتصال بالمُتصفح وتنفيذ مهام البريد الإلكتروني دون تثبيت أي شيء على جهاز الكمبيوتر الخاص بك. عادة لا تعرف ولا تهتم بنوع الخادم، الفعلي أو الظاهري، الذي يُستخدم أو ما مُثبت عليه. يُنفذ مُوفر خدمة السحابة مهام مثل تحديث البرنامج والتحديث الجزئي -- ومن هنا جاء مصطلح مُدار بالكامل.
لنستكشف هذه المصطلحات بمزيد من التفصيل، ونرى كيف تنطبق على الخدمات المتاحة في منصات السحابة الحديثة، ونفهم معايير اختيار نموذج الخدمة.
نموذج خدمة تأجير البنية التحتية
خدمة تأجير البنية التحتية
(التعريف) خدمة تأجير البنية التحتية (IaaS) هي نموذج حوسبة السحابة يستخدمه مُوفرو خدمة السحابة لإتاحة موارد الحوسبة للعملاء، وعادة ما تكون على شكل أجهزة ظاهرية
في نموذج خدمة تأجير البنية التحتية، يُؤجر مُوفرو الخدمات موارد الحوسبة في شكل أجهزة ظاهرية (تعرف كذلك باسم "المثيلات") ويُسمحوا لك بالاختيار من بين مجموعة متنوعة من التكوينات - على سبيل المثال، المعالج والذاكرة والقرص وعرض النطاق الترددي للشبكة. بمجرد توفير الجهاز الظاهري، يمكن لمستخدم خدمة تأجير البنية التحتية الاتصال بالخدمة عن بعد وتثبيت الأنظمة الأساسية والتطبيقات. يُوفر هذا النموذج أقصى مرونة لمُستخدمي خدمة تأجير البنية التحتية من حيث تطوير البرامج وتوزيعها. فبدلًا من شراء خوادم أو برامج أو مساحة مركز بيانات أو معدات الشبكة، يُؤجر المستخدمون هذه الموارد كخدمة خارجية بالكامل عند الطلب.
تتميز خدمة تأجير البنية التحتية بالخصائص التالية:
- تُوفر موارد الحوسبة للمستخدمين كخدمة.
- يُقدم مُوفرو خدمة تأجير البنية التحتية الأدوات التي تُمكن مُستخدمي خدمة تأجير البنية التحتية من تحجيم الموارد التي يقومون بتوزيعها.
- عادة ما يكون لدى مُوفري خدمة تأجير البنية التحتية عروض موارد متنوعة بتكاليف مختلفة ويتبعون نموذج تسعير المنفعة (عادةً ما يُحسب كل ساعة).
- تتم مشاركة الموارد الفعلية نفسها بين عدة مستخدمين.
أمثلة على خدمة تأجير البنية التحتية
يُعد كلًا من Amazon Web Services، وMicrosoft Azure، وGoogle، وRackspace أمثلة على المنصات السحابية التي تقدم منتجات خدمة تأجير البنية التحتية. تُعد سحابة الحوسبة المرنة (EC2) من AWS واحدة من أول منتجات خدمة تأجير البنية التحتية الناجحة تجارياً. إذ تُؤجر AWS EC2 المثيلات من مراكز بيانات مختلفة منتشرة في جميع أنحاء العالم. ويُمكن للمستخدمين الاختيار من بين أنواع المثيلات المختلفة، بدءًا من الأجهزة الظاهرية ذات ذاكرة منخفضة ووحدة معالجة مركزية أحادية النواة التي تكلف بضعة دولارات أمريكية شهريًا، وصولًا إلى مثيلات متعددة النوى وعالية الأداء وحدة معالجة رسومات سريعة تُكلف عدة مئات من الدولارات شهريًا. خدمة الجهاز الظاهري الخاصة بـ Azure هي خدمة مُماثلة وتدعم Linux وكذلك Windows. اعتبارًا من سبتمبر 2018، ما يُقارب من نصف الأجهزة الظاهرية الموجودة في Azure أصبحت أجهزة Linux ظاهرية 1.
نماذج التسعير
يتم تسعير خدمة تأجير البنية التحتية عادة بالساعة. على سبيل المثال، تُوفر سحابة الحوسبة المرنة تشكيلة واسعة من موارد الحوسبة كمثيلات نظام تشغيل ظاهرية، والتي تختلف في الحوسبة والذاكرة والتخزين والنطاق الترددي. في وقت كتابة هذا التقرير، فإن مثيل Amazon EC2 t2.micro، والذي يتميز بمعالج افتراضي واحد وذاكرة بمساحة 1 غيغابايت، يُكلف حوالي 1.2 سنت في الساعة عند تشغيل Linux. بينما يُكلف الجهاز الظاهري B1S المكافئ تقريبًا في Azure حوالي 0.8 سنت في الساعة. يُمكن استخدام كليهما مجانًا لمدة تصل إلى 12 شهرًا في حدود معينة.
كما يُمكن لموفري خدمة السحابة إصدار الفاتورة على أساس نسبي أو غير نسبي. في حالة إصدار الفاتورة على أساس نسبي، يتم فوترة كل جزء من الساعة على حِدى، بينما في حالة إصدار الفاتورة على أساس غير نسبي، يتم فوترة كل جزء من الساعة كساعة كاملة. ويبرز هذا الاختلاف عندما يحتاج مستخدمو خدمة تأجير البنية التحتية إلى عدد كبير من المثيلات لفترة قصيرة من الوقت لمعالجة الاندفاع. اليوم، يُصدر مُوفرو الخدمات السحابية المشهورين الفاتورة لمعظم الأجهزة الظاهرية على أساس كل ثانية.
حالات استخدام خدمة تأجير البنية التحتية
من المنطقي استخدام خدمة تأجير البنية التحتية في عدد من الحالات:
- بالنسبة إلى المؤسسات الجديدة التي ليس لديها رأس المال للاستثمار في البنية الأساسية محليًا.
- عندما تحتاج المؤسسات إلى تنمية موارد تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها بسرعة (على سبيل المثال، شركات الإنترنت الناشئة).
- بالنسبة للمشاريع المؤقتة أو احتياجات مؤقتة للبنية الأساسية (عندما تحتاج المؤسسات لكمية كبيرة من قدرة الحوسبة لفترة محدودة من الوقت).
- عندما تنقل المؤسسات أحمال العمل المحلية إلى السحابة من خلال تنفيذ "الرفع والنقل" للخوادم الفعلية أو الافتراضية الموجودة
قد لا يكون IaaS الخيار الأفضل عندما:
- لا يسمح الامتثال التنظيمي بتشغيل أحمال العمل خارج أماكن العمل.
- في التطبيقات التي لها متطلبات صارمة لجودة الخدمة (QoS).
- المؤسسات التي تملك بنية أساسية داخلية مخصصة لتلبية احتياجاتها من تكنولوجيا المعلومات.
نموذج النظام الأساسي كخدمة
النظام الأساسي كخدمة
(تعريف) النظام الأساسي كخدمة هو نموذج يوفر منصة برامج مثل خادم قاعدة بيانات أو خادم ويب دون تعقيد شراء الأجهزة والبرمجيات الأساسية وتركيبها وصيانتها
ينقل النظام الأساسي كخدمة أكبر قدر من عبء التثبيت والصيانة من المستخدم إلى مُوفر خدمة السحابة. تُوفر قاعدة بيانات AZURE SQL، وهي في الأساس إصدار النظام الأساسي كخدمة من Microsoft SQL Server في السحابة، نقطة مرجعية مفيدة لمقارنة خدمة تأجير البنية التحتية والنظام الأساسي كخدمة. لتشغيل Microsoft SQL Server في سيناريو خدمة تأجير البنية التحتية، يُمكنك استخدام جهاز ظاهري ومن ثم الاتصال به عن بعد وتثبيت Microsoft SQL Server. بالطبع، ستكون مسؤولًا عن الحصول على ترخيص Microsoft SQL Server والحفاظ على تصحيح Microsoft SQL Server وتحديثه. مع قاعدة بيانات Azure SQL، ببساطة تُنشئ مثيل للخدمة، بترخيص وصيانة مُدمجة.
تختلف عروض النظام الأساسي كخدمة بين مُوفري الخدمات ولكنها تتميز عادة ببعض الوظائف الأساسية، والتي تشمل:
- واجهة مستخدم على الويب لاستخدام النظام الأساسي وتكوينه.
- بنية مُتعددة المستأجرين، حيث يستخدم العديد من المستخدمين المتزامنين نفس أدوات التطوير.
- آليات مُدمجة تُمكن النظام الأساسي من التوسع بشكل ديناميكي لتلبية الطلب.
أمثلة على النظام الأساسي كخدمة
محرك تطبيقات Google هو مثال على النظام الأساسي كخدمة. باستخدام واجهات برمجة التطبيقات لـ Google، يُمكن للمطورين إنشاء تطبيقات ويب وتطبيقات للهاتف الجوال تعمل على البنية الأساسية المتعلقة بـ Google. Azure App Service هو مثال آخر، مثله مثل AWS Elastic Beanstalk، يُوفر منصة مُدارة لاستضافة التطبيقات التي تم تطويرها باستخدام Go وJava و.NET Node.js وPHP وPython وRuby. كثيرًا ما يُقدم مُوفري خدمة السحابة قواعد بيانات شائعة مثل MySQL، وOracle، وMicrosoft SQL Server، وخدمات النظام الأساسي كخدمة أيضًا.
أحد أحدث الابتكارات في النظام الأساسي كخدمة هو الحوسبة بدون خادم، حيث يُقدم مُوفر خدمة السحابة نظام أساسي مُدار بالكامل لتنفيذ التعليمات البرمجية الخاصة بك. على سبيل المثال، تُمكنك دوال Azure من تحميل تعليمات برمجية مكتوبة بلغات C#، أو JavaScript، أو Java، أو Python إلى Azure وتنفيذها استجابة للمُشغلات المُعرفة مُسبقاً. وتقدم Amazon خدمة مُماثلة في شكل AWS Lambda، وكذلك يفعل Google في Google Cloud Functions.
مثال آخر على النظام الأساسي كخدمة والذي تزداد شعبيته بسرعة هو الذي يدير حاويات Docker في السحابة. النظام الأساسي في هذه الحالة هو مكدس Docker تم إنشاؤه مُسبقًا. تشغيل التطبيقات المُخزنة في حاويات بهذه الطريقة يحميك من الاضطرار إلى توزيع الخوادم وتثبيت وقت تشغيل Docker وصيانته. إذ يُمكنك ببساطة توجيه خدمة الحاوية إلى صورة حاوية في تسجيل حاوية والسماح لموفر خدمة السحابة بتولّي الباقي. تدعم المنصات السحابية الحديثة سجلات الحاويات المتوافقة مع Docker الخاصة بها، والتي تُمكن الحاويات من البدء بشكل أسرع من خلال المشاركة في تحديد موقع صور الحاويات والحاويات التي تُشغلها في نفس مركز البيانات.
نماذج التسعير
على عكس نموذج التسعير الخاص بخدمة تأجير البنية التحتية، والذي يتم فوترته عادةً على أساس كل ساعة، عادة ما يتم تسعير النظام الأساسي كخدمة استنادًا إلى الاستخدام. لتبسيط الفوترة وجعل التكاليف أكثر قابلية للتنبؤ، يُقدم مُوفرو خدمة السحابة في كثير من الأحيان مستويات الخدمة التي تتضمن ميزات وكميات معينة من استخدام الموارد بسعر مُحدد بالساعة أو شهريًا.
ومع تطور النظام الأساسي كخدمة، تتطور نماذج التسعير أيضًا. على سبيل المثال، تقدم كلًا من دوال Azure وAmazon Lambda وGoogle Cloud Functions نموذج تسعير قائم على الاستهلاك لا تدفع فيه إلا مُقابل وقت تنفيذ الداول، وليس الوقت الذي تقضيه في انتظار تشغيل الدالة مرة أخرى. هذا مفيد للغاية من منظور التكلفة للعمليات التي تحدث على فترات مُتباعدة نسبيًا وتُنفذ لفترات زمنية قصيرة نسبيًا، مثل النسخ الاحتياطي ليلًا أو إصدار الفواتير أسبوعيًا.
حالات استخدام النظام الأساسي كخدمة
النظام الأساسي كخدمة هو نموذج جيد لأنواع مُعينة من التطبيقات، مثل:
- سيناريوهات تطوير التطبيق السريع.
- التطبيقات التي تتطلب بنية أساسية مُستندة إلى الويب لمعالجة الأحمال المختلفة من المستخدمين.
- التطبيقات التي قد لا تحتاج إلى إعادة نشر أو ترحيل إلى منصات أخرى في المستقبل.
هناك بعض السيناريوهات التي قد لا يكون فيها النظام الأساسي كخدمة مثاليًا، مثل:
- عندما يحتاج التطبيق إلى أن يكون محمولًا بدرجة عالية من حيث المكان الذي تتم استضافته فيه لأن واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بالنظام الأساسي كخدمة يُمكن أن تختلف من مُوفر النظام الأساسي كخدمة إلى آخر.
- عندما يُمكن للغات الخاصة أو واجهات برمجة التطبيقات أن تؤثر على عملية التطوير أو تسبب مشاكل في المستقبل بسبب التقيد بمُورد مُعين.
- عندما يتطلب أداء التطبيق تخصيص الأجهزة والبرمجيات الأساسية.
نموذج خدمة تأجير البرامج
خدمة تأجير البرامج
(تعريف) خدمة تأجير البرامج (SaaS) هي نموذج تسليم البرامج حيث تُستضاف البرامج على السحابة. يُدير مُوفر خدمة السحابة البنية الأساسية والنظام الأساسي والبرامج نفسها، وتُستهلك البرنامج كخدمة.
خدمة تأجير البرامج هي النموذج الذي يُقدم فيه مُوفر خدمة السحابة البرمجيات كخدمة الإنترنت، والتي لا تتطلب تثبيت برامج أو صيانة من جانب المستخدم. في الحالات التي تكون فيها تطبيقات خدمة تأجير البرامج تطبيقات للمستخدم النهائي، يقوم المستخدمون بالوصول إلى البرنامج من خلال متصفحاتهم. يُحمل المتصفح أحدث إصدار من تطبيق خدمة تأجير البرامج بديناميكية وشفافية.
قد أصبحت خدمة تأجير البرامج نموذج تسليم برامج شائعًا للعديد من تطبيقات الأعمال، بما في ذلك المحاسبة والتعاون وإدارة العلاقات مع العملاء (CRM)، ونظم المعلومات الإدارية (MIS)، وتخطيط موارد المؤسسات (ERP)، وإصدار الفواتير، وإدارة الموارد البشرية (HRM)، وإدارة المحتوى (CM)، وإدارة مكتب الخدمات.
مع خدمة تأجير البرامج، يُحافظ المُوفر على البرنامج والبنية التحتية الأساسية لتشغيله. يُطور المُوفر البرنامج بشكل روتيني، ويتم توفير التحسينات للمُستخدمين بصورة تلقائية في كل مرة يُسجل فيها المُستخدم الدخول إلى الخدمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي بيانات تطبيق تنتج عن استخدام الخدمة موجودة على السحابة ومُتاحة للمستخدم من أي مكان.
وتستند الغالبية العظمى من حلول SaaS على ما يشار إليه بالهيكل متعدد المستأجرين. في هذا الهيكل، يُستخدم إصدار واحد من التطبيق، مع تكوين واحد، لكل عميل (يشار إليه كمستأجر). لتمكين الخدمة من التحجيم بشكل جيد، قد يتم تثبيتها على عدة خوادم من جانب الموفر. يُستخدم التحجيم الديناميكي للسماح لمزيد من المستخدمين باستخدام الخدمة عندما تصبح أكثر شعبية.
تشمل الخصائص النموذجية لـ SaaS ما يلي:
- الوصول المُستند إلى الويب إلى خدمة البرامج.
- تتم إدارة البرامج من موقع مركزي من قبل موفر السحابة.
- تقديم البرنامج في نموذج واحد إلى مُتعدد حيث "واحد" هو مُوفر خدمة السحابة و"مُتعدد" هم مستخدمو السحابة.
- يعالج مُوفر خدمة السحابة ترقيات البرامج والتصحيحات.
أمثلة على خدمة تأجير البرامج
البريد الإلكتروني هو أحد الأمثلة المبكّرة على خدمة تأجير البرامج. يُتيح البريد الإلكتروني للمستخدمين الذين لديهم مُتصفح واتصال بالإنترنت الوصول إلى بريدهم الإلكتروني من أي مكان وفي أي وقت. تحظى العروض من Hotmail، وYahoo، وGmail بشعبية كبيرة. وتستند هذه الخدمات إلى نموذج الاشتراك "المجاني"، حيث تكون الخدمات الأساسية مجانية، وتتوفر ميزات أكثر تقدماً مع الاشتراك. وعلاوة على ذلك، يحصل مُوفرو الخدمات على إيرادات من الإعلانات التي يتم عرضها للمستخدمين أثناء استخدامهم للخدمة.
من الأمثلة الشائعة الأخرى على خدمة تأجير البرامج هي مجموعات office عبر الإنترنت، مثل Microsoft 365، والتي تسمح للمستخدمين بإنشاء المستندات وتحريرها ومشاركتها عبر الإنترنت. يستخدم Google نموذج الاشتراك المجاني للمستخدمين المنفردين. لدى Microsoft نموذج شحن يستند إلى الميزات المطلوبة وعدد المستخدمين في الشهر.
خدمات تأجير البرامج ليست مصممة دائمًا لخدمة المستخدمين النهائيين من خلال تقديم واجهات المستخدم عبر الويب. على سبيل المثال، إن تحليلات Azure Stream وAWS التناظرية، وAmazon Kinesis Analytics، تستوعب تدفق البيانات من التطبيقات أو أجهزة إنترنت الأشياء وتسمح للمطورين باستخراج المعلومات من تدفقات البيانات باستخدام استعلامات SQL. وكثيرًا ما تُستخدم لتكوين حلول واسعة النطاق وأكثر تطورًا من البداية إلى النهاية من خلال ربطها بخدمات تأجير البرامج الأخرى.
على نحو متزايد، يُقدم مُوفرو خدمة السحابة واجهات برمجة التطبيقات - الوظائف التي تسمى عبر الإنترنت باستخدام بروتوكول HTTP (S) والتي تعمل ككتل بناء للتطبيقات - كخدمات تأجير البرامج. ومن الأمثلة على ذلك واجهة برمجة تطبيقات Azure للرؤية الحاسوبية، والتي تتيح للمطورين كتابة تعليمات برمجية تحدد الكائنات في الصور، وتوليد تسميات توضيحية وبيانات التعريف للبحث عن الصور، والعثور على الوجوه في الصور، والمزيد باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI). تُقدم Amazon واجهة برمجة تطبيقات مُماثلة تسمى Rekognition، بينما تدعو Google إلى تقديم واجهة برمجة تطبيقات الرؤية. واجهات برمجة التطبيقات للتحليل الذكي التي تُقدم في شكل خدمات تأجير البرامج تُمكن مُطوري البرامج من إدخال الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتهم دون أن يصبحوا خبراء الذكاء الاصطناعي أنفسهم، وتُجسد التطور المستمر لحوسبة السحابة.
نماذج التسعير
على عكس البرامج التقليدية، التي تباع بموجب نموذج ترخيص البرامج (مع تكلفة ترخيص مدفوعة مُقدمًا ورسم دعم اختياري مُستمر)، يقوم مُوفرو خدمة تأجير البرامج عادة بالتسعير باستخدام رسوم اشتراك شهرية أو سنوية. يمكّن هذا النموذج خدمة تأجير البرامج من تحقيق واحدة من المزايا الرئيسية المزعومة لحوسبة السحابة - ألا وهي خفض النفقات الرأسمالية أو التكلفة المدفوعة مُقدمًا للبرنامج. عادةً ما يتقاضى مُوفرو خدمة تأجير البرامج رسومًا بناءً على معلمات الاستخدام، مثل عدد المستخدمين الذين يستخدمون التطبيق.
في حالة تسليم واجهات برمجة التطبيقات باستخدام نموذج خدمة تأجير البرامج، تُنفذ الفوترة عادةً على أساس كل مكالمة. يُقدم مُوفرو الخدمة السحابية في كثير من الأحيان عددًا مُعينًا من المكالمات أو المعاملات شهريًا مقابل سعر ثابت ويتقاضون سعرًا مُخفضًا قليلاً مقابل النشاط الذي يتجاوز ذلك الحد.
حالات استخدام خدمة تأجير البرامج
خدمة تأجير البرامج هي النموذج الأصح لأنواع مُعينة من التطبيقات مثل:
- التطبيقات التي يتم توحيدها إلى حد ما ولا تتطلب حلولًا مُخصصة. البريد الإلكتروني هو مثال جيد على التطبيق المُوحد إلى حد ما.
- التطبيقات التي لأمس الحاجة للوصول عن بعد أو على شبكة الإنترنت أو الهاتف المحمول، مثل برامج إدارة المبيعات عِبر الهاتف المحمول.
- التطبيقات التي لها حاجة مُؤقتة، مثل البرامج التعاونية لمشروع معين.
- التطبيقات التي يرتفع الطلب عليها بشكل كبير، مثل برامج الضرائب أو الفواتير التي تُستخدم مرة واحدة في الشهر.
ومع ذلك، هناك حالات قد لا تكون فيها خدمة تأجير البرامج الخيار الصحيح، مثل:
- التطبيقات التي تتطلب الوصول إلى البيانات دون اتصال.
- التطبيقات التي تتطلب تخصيصًا كبيرًا.
- التطبيقات التي لا تسمح فيها السياسات أو الأنظمة باستضافة البيانات خارجيًا.
- التطبيقات التي تلبي فيها الحلول الداخلية جميع احتياجات المؤسسة.
المراجع
- ZDNet (2018). Linux يُهيمن الآن على Azure. https://www.zdnet.com/article/linux-now-dominates-azure/